صورة موضوعية
صورة موضوعية


العمليات الاستراتيجية في حرب أكتوبر.. كيف حقق المصريون النصر على إسرائيل؟

أحمد يحيى

السبت، 07 أكتوبر 2023 - 01:51 م

50 عامًا تفصلنا عن ملحمة حرب أكتوبر المجيدة التي شهدت تشكل تجربة فريدة أفصحت بجلاء عن مكنون العبقرية المصرية، حين تقف على أعتاب لحظة مصير كما كان الحال عام 1973.. ورغم مرور كل هذه السنوات مازال السؤال الذي يطرح نفسه على الساحات الدولية كيف حقق المصريون النصر على إسرائيل في ملحمة نصر أكتوبر العظيمة؟.. وهو ما أجاب عليه الخبراء في السطور التالية:

ردا على هذا السؤال، قال اللواء سمير فرج المفكر والخبير الاستراتيجي، أن القوات المسلحة المصرية تمكنت من الانتصار على العدو من خلال خطط وضعتها الحكومة المصرية، بدأت من بعد النكسة مباشرة وجاءت الخطة الأولى الدفاعية لمنع إسرائيل من عبور قناة السويس وتهديد القاهرة.

وأضاف: "بعد ذلك تحولت الخطة إلى استرداد الأرض، وكانت أول خطة تسمى "المآذن العليا" التي بنيت في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأعاد تطويرها الرئيس الراحل أنور السادات بمعدات وأجهزة جديدة بخطة الجرانيت.

واستكمل، وبعد عامين تغيرت الخطة إلى الجرانيت المعدلة، وذلك بعد حصول "السادات" على أسلحة جديدة، وكانت هذه الخطة التي عبرنها بها قناة السويس يوم 6 أكتوبر وحققنا النصر.

خطة الخداع الاستراتيجي

وفي سياق متصل، قال العميد محمد عبد المنعم يوسف، أحد أبطال حرب السادس من أكتوبر، إنه في شهر سبتمبر 1973 لم يكن لدى الكثير أي اعتقد أن العبور سيكون في  السادس من أكتوبر، ولكن كانت بعض التجهيزات للحرب تتم في  إطار التمويه الذى تقوم به القوات المسلحة.

وتابع عبد المنعم: في إطار التمويه، كانت لدينا تحركات من الأمام للخلف، مثلا، وفقد كان هناك مدفعيات تنسحب من الأمام إلى الخلف، وفي  الليل كانت تحتل أماكنها مرة أخرى، وكان يتم تحريك أسلحة على الطرق العرضية.

وأكمل: "في إجازات الفترة التي سبقت الحرب كان الناس يسألوننا متى ستحاربون ومتى ستعبرون لتحرير الأرض، وكان ردى هو قريبا أو هانت أن شاء الله، فقد كنا نتدرب وبالتأكيد كان غرض هذا التدريب هو الحرب وتحرير الأرض".

 

كما روى العميد محمد عبد المنعم يوسف قائد الفصيلة الثالثة، السرية الأولى بكتيبة لواء النصر، في حرب السادس من أكتوبر، تفاصيل ما حدث في السادس من أكتوبر 1973، قائلا: "نستيقظ مبكرا ونرى القناة أمامنا والإسرائيليين وكانت لديهم مدرعة للمراقبة بها أفراد وتلسكوبات وكان بيننا 200 متر".

وأضاف "عبد المنعم: "كانت هذه المدرعة تغادر في تمام الساعة الثانية وكان بها بنات وشباب، ولكن في 6 أكتوبر غادرت المدرعة في تمام الساعة الواحدة والنصف، وكان كل منا في مكانه".

وتابع: "في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا مرّ قائد السرية علينا وقال لنا يا رجالة إحنا هنعدي قناة السويس النهاردة وعدينا على العساكر وكل واحد بقى يتمم على الأكل بتاعه والسلاح وكل شيء، حتى يكون الكل جاهزا للمعركة، ولم نكن نصدق أننا سنعبر لكننا كنا ننفذ الأوامر، لم نعلم ساعة الصفر إلا لحظة العبور".

وواصل: "في الساعة الواحدة والنصف ظهرا صدرت الأوامر ورغم كل ذلك لم تكن تعلن إسرائيل شيئا رغم الأقمار الصناعية التي تمتلكها والتي كانت تستخدم في  رصد كل شيء، كما أن المدفعية والدبابات دخلت مرابضها حتى يتم تجهيزها للعبور، وعندما تمت عملية نفخ القوارب كانت كلمة السر التي أبلغنا بها القادة هي الستات حوامل، أى أنها أصبحت مملوءة بالهواء وتم نفخها".

وأكمل: "بعد نفخ القوارب قمنا بتغطيتها بالأشجار وحتى الساعة الثانية لم نكن نعلم متى موعد العبور، ولكن في  تمام الساعة الثانية وخمس دقائق وجدنا الطيران المصرى يطير فوق رؤوسنا مباشرة، حيث لم يقم بالطيران على ارتفاع عالٍ حتى لا تلتقطه الطيران، وهو ما جعلنا نطمئن ونعلم جيدا أن العجلة دارت، وبعد خمس دقائق أخرى شاهدنا الدخان يتصاعد والنيران وسمعنا الانفجارات في  جانب العدو، وأنهى الطيران المصرى مهمته في  10 دقائق تقريبا ثم عاد إلى قواعده مرة أخرى، وكان يجب تنفيذ ضربة جوية أخرى بعد ثلث ساعة ولكن جرى إلغاؤها لأن الضربة الأولى حققت الغالبية العظمى من الأهداف".

وأردف: "بعد عودة الطيران المصرى بدأت المدفعية تضرب على النقطة القوية بخط بارليف لأن المدفعية لا يمكن أن تضرب والطيران المصرى في  الجو، وفي  القصفة الثانية تم ضرب الاحتياطيات، وفي  القصفة الثالثة تم ضرب النقطة القوية مرة أخرى، ولم ننتظر أن تنتهى المدفعية من إنهاء مهمتها، أخذنا القوارب ونزلنا المياه".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة